لم يكن سهلاً علينا الاحتفال بعيد استقلال لبنان هذه السنّة. والأصعب كان اختيار عنوان يتناسب مع المناسبة الأعظم والواقع الأمر من جهة، ومشروعنا التربوي الا وهو المواطنيّة والحوار والثقة والسّلام من جهة أخرى.
فمثل هذا اليوم من كل سنة، لنا موعد مع عيد العلم وعيد الاستقلال. من عاداتنا أن نزيّن الطّرقات والشرفات والساحات ونكتب الشّعارات وننشد الأناشيد ونلقي الكلمات ونستعرض أجمل ما قيل عن وطننا الجبّار ونروي حكايات الأبطال وأساطير العظماء رجالات استقلاله وكل من سبقهم في حب الأرض منذ صفر التكوين حتى 1920 لغاية 22 تشرين الثاني 1934!
لكن الوطن مجروح وجرحه أكبر من كل ما سبق، لذا بدأ ذكرى العيدين في مسرح الثانوية في الميناء بدقيقة صمت رجتها المديرة الأخت جورجيت أبو رجيلي من أهل تلامذة صفوف الحلقة الأولى من التعليم الأساسي والحضور لراحة نفس كل طفل شهيد، فكانت الدواء للداء!!!
أعطيت الكلمات للأولاد ريثما يسمع العالم صوتهم، في الوقت التي نصوص الكبار باتت كلمات متناثرة كأوراق الخريف... فعرضوا باقة جميلة من التمنيات والصلوات ورسائل تدعو المواطنين الى المحبة والتجذّر والرسوخ والتجدد وفهم الآخر والالتزام بممارسات يوميّة لأجل لبنان صامد معافى.
جيلبرت يمين