ولدي وأنا

"ولدي وأنا " هو عنوان الحوار الذي تناوله المربي الأستاذ سمير قسطنطين ، في لقاء مع الأهل دعت إليه إدارة ثانوية القلبين الأقدسين- طرابلس في مسرح الثانوية يوم الإثنين ١١ ت٢ ٢٠٢٤ .

بداية، رحبت مديرة الثانوية الأخت جورجيت بورجيلي بالحضور معرفة بالأستاذ قسطنطين، الأخصائي والاستشاري في التربية ومؤسس "وزنات" التي تعنى بالموارد البشرية في المؤسسات التربوية إضافة إلى إبتكار برامج في التوجيه الأكاديمي والمهني لهذه المؤسسات.

استهل الأستاذ قسطنطين حواره مع الأهل بمقدمة بسيطة ، وضع فيها نفسه بموازاة الأهل ، باعتباره هو أيضا والد.

بذلك شجع الحضور على المداخلة و طرح الأفكار في موضوع نعاني منه في مجتمعنا الآني وهو التحديات والنزاعات بين الأهل و أبنائهم بسبب الضغوطات السياسية و الأمنية التي نعيشها،

واجتياح وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الهواتف الذكية والنقالة حياتنا اليومية وما تعكسه تلك الوسائل من إيجابيات و أيضا من مخاطر تكاد تدمر العلاقة بين الأهل والأبناء والمجتمع بأكمله.

من ثم ، انتقل المربي قسطنطين لطرح حلول لهذه التحديات و النزاعات في هذا الزمن الصعب، ألا وهو المرافقة.

مرافقة الأهل لأبنائهم تقتضي في إدارة العلاقة وبناء علاقة ذكية إنسانية مع الولد ، تحديدا من عمر ١٢ حتى ١٨ سنة، وقبول تحول أسلوب الحوار بين الأهل والأولاد بين الماضي والحاضر.

١- ما هي المرافقة؟

- تكمن المرافقة في الدعم المعنوي والعاطفي من خلال الإصغاء لأبنائنا لنفهم أفكارهم ونشعر بأحاسيسهم، واحترام وجهة نظرهم ، آرائهم وإرادتهم في اختيار بعض الأوقات لأنفسهم،

بإختصار ان يكون لهم شخصيتهم وكيانهم وسلوكهم وليس بالضرورة أن يكونوا مثلنا.

- عدم مقارنة ولد بآخر في السعي المدرسي لأن النجاح في الحياة غير مقرون بذلك.

- عدم الاستهزاء بالهوايات والمهارات، التي يمكن أن تكون وسيلة للتعبير ولتفريغ الطاقة السلبية لدى الأبناء.

٢- متى تكون المرافقة؟

- نرافق أبناءنا في مرحلة الإنتقال من مرحلة إلى أخرى (مرحلة الإنتقال من المدرسة إلى الجامعة) بسبب الخوف من المجهول.

- في أوقات التعثر وأحيانا التمرد والشرود الذهني.

لا نغض النظر عن عمل غير صحيح أو لائق إنما نلجأ للإقناع وليس الترهيب من خلال احترام شعوره ومساعدته على إدراك ما وقع فيه من أخطار. حرمان ولدك من الإمتيازات إذا أخطأ

(القصاص لا يكون في العنف الجسدي ولا الكلامي ولا المعنوي ، والمستحسن إتخاذ القرار في القصاص بعد عشر دقائق مع التمسك بهذا القرار ببرودة أعصاب).

٣- لماذا المرافقة؟

التربية الصالحة والبناءة هي واجب يقوم به الأهل تجاه أبناءهم في المجتمع حتى عمر ١٨ سنة.

هدف المرافقة بناء علاقة آمنة وصادقة بين الأهل والأولاد في سبيل هذه التربية ، و لتجنب التحديات التي تدفع الولد بالإبتعاد عن أهله والإنطوائية والشعور بالقلق، الأسباب التي تؤدي في بعض الأحيان إلى تدهور الحالة النفسية والصحية لدى الولد والوصول في عقله وفكره إلى مكان ليس له.

المرافقة الصحيحة تعلم الأبناء تحمل المسؤولية (تبدأ في تحضير الحقيبة المدرسية، إنهاء الواجبات المدرسية....)

نهاية بعض النقاط التي تعزز المرافقة:

- التمسك والحفاظ على شيء من التقاليد (الاجتماع في يوم العيد)...

-الإجتماع إلى مائدة الطعام ولو مرة في النهار أو في الأسبوع وتأمين الطعام الصحي.

- تمضية بعض الوقت مع الجد والجدة.

أنهى المربي الأستاذ قسطنطين محاضرته الشيقة ببعض مداخلات الأهل وبمداخلة للأخت جورجيت بورجيلي حول ضرورة تحييد الأبناء النزاعات بين الأهل لما لها من آثار مدمرة على الأبناء، وبجملة قالها:

" كن قدوة صالحة لأبنائك".

مريم غندور

والدة فاتن ونسيم شديد