La fleur de L’âme:  Promo 2018-2019

أيّها الأحبّأء متخرجات ومتخرجين قليلاً وتُبحِرُ بكم أحلامُكم إلى شواطئ طالما حَلِمْتُم بأن ترسُ ذوارقكم في موانِئها.

إنّها أحلامٌ تراءت لكم هنا على مقاعد الدراسة وكنّا شركاء في نسجها. وتراءت لكم هناك في منازلكم، وكان أهلكم شركاء في تلوينها.

ومَنْ ذا الذي يستطيع أنْ يُسافِرَ في غدِه من دونِ أن يحلم؟

ولكن مهلاً إنّ الواقع الذي عشناه معكم يَفرضُ علينا أن نعيشه معكم الآن أيضاً وانتم تبتعدون عن أعيننا، لا فرقَ أبقيتُم في لبنان، تُحصّلون معارفَكُم الجامعية، ام غادرتُم إلى الخارج من أجل ذلك التّحصيل.

وقد تسألون كيف سنعيش واقع الغد معاً وتكونوا مجدّداً شركاء في تحقيقه ولسنا معاً.

الجوابُ بسيط! وهوَ أنْ نزرعَ آمالنا في كلّ خطوةٍ من خطواتكم وأنْ تردِّدوا كلماتنا إليكم، كلّما شعرْتُم بأنكُم في حاجة إلى من يقفُ لجانبكم كما وقفنا نحن.

أمّا آمالنا فهي أن نراكم دائماً منطلقين من نجاح إلى تمايز. وأمّا كِلماتنا فهي التي نريدها ما ان نسقي بها زهرة نفوسِكم La fleur de l’âme. أجلْ زهرةَ نفوسِكُم التي إتخذْتُموها شعاراً لتخرُجكم هذا. وهذه الزهرة بكلِّ بساطة هي: أن تكبروا وانتم مُحافظون ابداً على طفولةِ قلوبكم.

  • أن تفتحوا أبوابَ عُمرِكم للصلاة كلَّ مساء وللشُكر كلِّ صباح.
  • أن تُغلقوا منافِذُ اليأس والأحباط أمام كلِّ صعب.
  • أن تنشُروا اشرعة السفر إلى أبعد نقطةٍ داخلَ المستحيل.
  • أن تزرعوا أجسادكم في أرضِ الوطن حتى وانتم بعيدون عنه.
  • أن تحنّوا إلى دفئ البيت الوالدي وانتُم تبنون البيوت لعيالكم.
  • أن تصونوا مداوَة الروح كلِّما قست اعوادكم.
  • أن توقِدوا فكرَكُم وأنتُم تبحثون.
  • أن تبقوا حواسكم نقية في هذا العالم الملّوث.
  • أن تعَمقوا ايمانَكُم وانتُم تخرجون من تجربة إلى تجربة.

باختصار! إنّ زهرَة النفس هي السّعي الدؤوب والطموح المتنامي، والنقاء المستمِر وارتداء لباس الثقة بالذات والآخرين.

فانطلقوا أيها الأحبة واملأوا الأباريق التي منها تسقون زهرة نفوسكم ولا تدعوها تعطشُ إلاّ إلى السعادة، ثم عودوا الينا وانتم في تمام طفولة القلب ونضارة العقل، ونداوَة الروح وثبات ايمانكُم بالله ولبنان والانسان.

تلك هي زهرة النفس التي نرجو ان تبقى مُنفتحة على صدوركم وانتُم تخرجون بها إلى العوالم الجديدة التي تنظركم. ثم عودوا إلينا وكمال عِطر تلك الزهرة يتضوّع عليكم وعلى من حولكم.

والله يرافقكم في الذهاب والإياب.

الأخت جورجيت أبو رجيلي

المديرة