بالتربية نبني استقلالنا

بمناسبة عيد إستقلال لبنان الخامس والسبعون، دعت مديرة ثانوية القلبين الاقدسين، الأخت جورجيت أبو رجيلي، النائب السابق الاستاذ مصباح الأحدب إلى حوار مع تلامذة القسم الثانوي وذلك على مسرح الثانوية في الهيكلية ، تحت عنوان "بالتربية نحمي لبنان"، في حضور كلّ من مديرة فرع الشمال لجامعة القدّيس يوسف فاديا علم الجميل، ومديرة بنك بيبلوس فرع الميناء السيدة ليال عمران ، ومديرة بنك اللبناني- الفرنسي فرع الميناء السيدة لما حداد، ومسؤولة القسم الثانوي الأخت منتهى عقيقي، ورئيس لجنة الأهل في الثانوية، إبراهيم محفوض والهيئتين التعليمية والادارية، وحشد كبير من الطلاب.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، تلته "حكاية الاستقلال" قدمها تلامذة الثامن أساسي، من ثمّ كلمة ترحبية للسيدة جوسلين قمر، المسؤولة عن النشاطات في المدرسة ، فكلمة الأخت أبو رجيلي الّتي رحبت فيها بالمدعوين كما شددت على ضرورة التعلق بالوطن والمحافظة على العلم اللبناني وحمايته من كل الاخطار التي تهدد كيانه ووجوده، مؤكدة ان الجيش اللبناني سيبقى حامي الوطن والاستقلال وهو ضمانة جميع اللبنانيين، ودعت الطلاب الى تغليب الانتماء الوطني لديهم وجعله فوق كل اعتبار او انتماء آخر.

بدوره أضاف رئيس لقاء الإعتدال المدني مصباح الأحدب : ” أن مصطلح الاستقلال منفصل بروحيته عن الانقسام الطائفي اذ ان أسمى معاني الإستقلال هي خلق مناخ جديد من التسامح بين الطوائف والشعوب لإزالة أي إمكانية لنشوب النزاعات الطائفية المسلحة التي تؤدي غالباً لتدخل القوى الخارجية”.

أضاف : “وهذا ما قد حصل فعلاً ولم ينتهي حتى الآن، منذ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام ١٩٧٥ عندما لم يكن هناك “مواطنية” بل كان هناك ظلم يمارس بحق فئات محددة من المواطنين ما أوصلنا الى الحرب التي حكمت البلد فيها قوى الأمر الواقع وأحكمت الميليشيات سطوتها على شوارعه، وحكمت شريعة "البارودة".. الى أن اجتمع قادة الحرب في لوزان عام ١٩٨٣ وقرروا التنازل عن السلاح والانخراط في حكومة موحدة لكل الميليشيات المتنازعة".

وأردف : "اليوم نحن في العام ٢٠١٨ وما زال هؤلاء أنفسهم في السلطة، محاطين بالقوى الميليشياوية التي يحمونها ويقدمون لها الغطاء المطلوب وتراخيص السلاح فتجد البلد مقسمة لمجموعة هنا وأخرى هناك، فاذا كانوا يمثلون السلطة في البلد فلماذا يرخصون السلاح ويشكلون مجموعات من خارج السلطة؟ انهم ببساطة يحمون بهذه المجموعات مصالحهم الخاصة، من أخطار مجموعات أخرى شبيهة، والحديث هنا ليس عن طرف محدد انما عن قوىً متعددة في البلد ولا أستثني منهم وللأسف كثيرون ممن كانوا نواة قوى ثورة الأرز، التي أخرجت نظاماً أمنياً قمعياً حَكم البلد طيلة الفترة المذكورة، بانتفاضة شعبية عام ٢٠٠٥ كثير من قادتها تشاركوا مع خصومهم، وساوموا هنا وتآمروا هناك وهاهم اليوم يتنازعون معهم علىالحصص بينما يتوجه البلد نحو الإنهيار التام.

وتابع: “الأزمة الحكومية اليوم خير برهان، وكلنا نراهم اليوم يستقوون بالخارج لجلب ما يسمونه حقوق السنة وحقوق الشيعة وحقوق المسيحيين.. في حين حقوق اللبنانيين هي التي تنهار !".

وختم: "لقد اندثرت الأصوات التي تتحدث عن عودة للدور المسيحي في البلد وها هو الشباب المسيحي أول من يفكر بالهجرة من لبنان، الى جانب كل الشباب اللبناني، فهذا الواقع المتنافي مع رمزية الإستقلال لم يعد مقبولاً، فالإستقلال يكون بالأفعال لا بالشعاراتومشوار الحرية طويل ولكن هذه بلادنا التي قُدِّر لنا أن نعيش فيها، فان تنازل كل فرد منا لن يعود هناك وطن، اذ علينا جميعاً أن نتمسك بأي تسوية تضمن التعددية التي بني عليها لبنان الرسالة".
تخلّل الاحتفال أغاني ورقصات من وحي الاستقلال.
وفي الختام قدّمت الأخت أبو رجيلي درعاً تذكاريّاً للاحدب تكريماً وتقديراً لجهوده ومواقفه الوطنيّة.

الوكالة الوطنية للإعلام