معاً حول سيدتنا مريم

عيدُ البشارة، كما في كلّ سنة، مناسبةُ لقاءٍ حول مريم، في رحاب القلبين الأقدسين في طرابلس.

احتفلت ثانويّة راهبات القلبين الأقدسين في 23 آذار بعيد البشارة، برعاية وحضور الرئيسة العامّة الأمّ دانييلّا حرّوق. كان لقاءً جسّد قِيم الأخوّةِ والتّعاونِ والمشاركةِ والمحبّة... اختصر الكثيرَ من الأمنياتِ والأحلام التي باتت في وطننا سِلعةً يُتاجِرُ بها أهلُ الحُكمِ والسّياسة... أمنياتٌ لا تعرفُ دربَ المستحيل، تغرِفُ من يُنبوع المواطنيّة الصّالحة لتولدَ ... فيُبعثُ منها وطنٌ حقيقيٌّ غيرُ زائف... أحلامٌ بشّرتنا بها الأديان، وأرادت، بما جادت به من أخلاقيّات ورفضٍ لمادّيّة الإنسان وأرضيّته وشهواته السّودِ، أن تصيرَ جزءًا من كينونة البشر. أحلامٌ بشّرت بها الملائكةُ لتهبطَ من عالم الألوهة والجمال والكمال والخير المطلق، إلى عالم الهيولى... من عالمٍ بلا دنسٍ إلى عالمٍ أُريدَ منه أن يكونَ بلا دنس...

استهلّ الحفلُ بكلمة ترحيب من الأخت المديرة جورجيت أبو رجيلي ركّزت فيها على المعاني السامية لهذه المناسبة الجامعة. تخلّل اللقاء مداخلة للخوري خالد فخر مدير عام مدارس أبرشيّة طرابلس المارونيّة ثمّ تلتها شهادتان للأديبة فضيلة فتّال والصحافيّة أورنيلّا عنتر (من قدامى المدرسة).

كان اللقاء مناسبة للعبور إلى مريم باللحن والأداء والرقص من خلال باقة من الترانيم أدّتها عائلة القلبين الأقدسين أساتذة وطلاّب.

اختتم الحفل بكلمة الرئيسة العامّة الأمّ دانييلّا حروق التي ركّزت على فضيلة "العيش الواحد" كسبيل للنهوض بالإنسان.

إنّ العيش في ظلّ حمى مريم، هو ارتقاء الى السلام والطهر والإخلاص والمودّة والتفاني لله. إنّنا، في لبنان، بحاجة الى مريم والى رسالتها، لنبدّد كلّ خوف على بلادنا، ولتتحوّلَ إرادةُ "العيش معًا" ورودًا نرفعها إلى مريم.

لنهلل لمريم، مسيحيين ومسلمين، ولنهتف: "يا أم عيسى يا أم المسيح أنيري عقولنا وبصائرنا لنفهم أن الدين دعوة سامية ولنبتعد عن الحرب والتقاتل والأنانيات والخوف"،ولنسلمها وطنَنَا وعيالنا.