"شتّي يا دني.. شتّي"

حتى مع اقتراب نهاية العام الدراسيّ.. لم تَبْخَل علينا الطبيعة.. بقليلٍ من غَيْثِ الشتاء.. لِتُذكَّرَنا.. بأجمل أيام المدرسة.. حرارةُ الكلمة كانت تُدفئُ العقولَ التوّاقَةَ للمعرفة.. ولَهيبُ الإشتياق إلى رفاق الدراسة كان يُبَلسِمُ جراحَ الفِراق..

اليومَ نُوَدِّعُ ثانويّتنا.. على أمل لقاءٍ.. ليسَ بِبَعيدٍ.. نحمِلُ معنا ذكرياتٍ تُخبِّرُ عنّا.. وعن إنجازاتِنا.. في بيئةٍ حضَنَتْنا بكُلِّ حُبٍّ.. مِنْ رئيسةٍ، لإداريين، لمعلِّماتٍ ومعلِّمينَ نَذَروا حياتَهُمْ للرسالة.. حتّى آخرِ رَمَقٍ..

كتابُ ذِكرياتِنا.. رفيقُ دربٍ.. صديقٌ صَدوقٌ.. نسكِبُ فيه مشاعرنا بكلِّ صِدقٍ.. بِحُلْوِها ومُرِّها، وهوَ كَكَفِّ الطبيبِ.. يُداوي كلَّ الجراح..

وَصِيَّةُ ثانويّتنا.. أن يكون هذا الكتابُ رفيقَ الصيف أيضاً.. لِنَعودَ ونستقبلَ معهُ، سنة دراسيّةً جديدةً.. بعقولٍ أكثَرَ نُضجاً.. وقلوبٍ أكثَرَ صفاء.. وبكتابٍ جديدٍ يحمِلُ في طيّاتِهِ.. ذكرياتِ الصيف..